كثرت في الآونة الأخيرة التحذيرات المختلفة من انتهاء عناوين الإنترنت التي يقدمها بروتوكول IPv4، وأصبحت هذه الأخبار تثير الذعر عند البعض، حيث إنهم يعتقدون أنه في هذا التوقيت ستنهار شبكة الإنترنت تمامًا، وهذا ليس صحيحًا بالطبع.
أحدث التحذيرات -والتي أطلقها أحد مزودي خدمات الإنترنت في الولايات المتحدة- تقدر أن عناوين الإنترنت ستنفذ في الساعة الرابعة صباحًا من يوم 2 فبراير المقبل، هذا يعني أنه لم يبق أمامنا إلا أقل من 9 أيام فقط على الموعد المحدد لانتهاء العناوين، لكن ما الذي سيحدث حينها؟.
في الحقيقة لن يحدث شئ!، نعم تمامًا لن يحدث شئ غير اعتيادي بالنسبة للولوج إلى الإنترنت عند المستخدم العادي. لفهم الموضوع بصورة أكثر عمقًا نحتاج إلى أن نلم ببعض التفاصيل عن الأمر، بداية يجب أن نعلم أن مصطلح IP الذي هو اختصار لكلمتي Internet Protocol، وهو رقم فريد لأي جهاز موصل بالإنترنت حول العالم، بمعنى أنه لا يمكن وجود جهازين متصلين بالإنترنت في وقت واحد يحملان نفس رقم الـ IP (مع أن هذه القاعدة يمكن كسرها في بعض الحالات). وعندما نقول “أي جهاز” فإننا لا نعني أجهزة الكمبيوتر العادية فقط، بل إنها تشمل أي جهاز يقوم بالاتصال بالإنترنت بصورة مباشرة، مثل أجهزة الهواتف النقالة وبعض أنواع الطابعات والكاميرات وأجهزة التخزين وغيرها.
المشكلة التي سببت هذه الأزمة أن مصممي بروتوكول الإنترنت الذي نستخدمه وهو بروتوكول IPv4 لم يتوقعوا أن يبلغ عدد الأجهزة الموصلة بالإنترنت هذا العدد المهول الموجود الآن، فصمموه بحيث لا يمكن تواجد أكثر من 4 مليارات جهاز موصلة في نفس الوقت. وهو الرقم الذي نشارف على تخطيه في الأيام الحالية.
الحل المقترح كان في البروتوكول الأحدث IPv6 الذي يسمح بتوصيل عدد كبير جدًا من الأجهزة يبلغ 340,282,366,920,938,463,463,374,607,431,768,211,456 جهازًا في نفس الوقت (يمكنك الاستعاضة عن الرقم بلفظة لزليون فقط!). فما الذي يمنع العالم من التحول للبروتوكل الجديد؟، في الحقيقة لا يوجد ما يمنع ذلك، فمعظم الأجهزة الحالية وأنظمة التشغيل الحديثة تتضمن دعمًا لبروتوكول IPv6 (إذا أمكننا اعتبار ويندوز XP نظامًا عتيقًا!)، وتلك التي لا تدعمه يمكن إضافة دعمه عن طريق إضافات برمجية بسيطة. المشكلة أن التحول إلى البروتوكل الجديد سيحتاج إلى قليل من النفقات الإضافية من قبل مزودي خدمات الإنترنت لتحديث أنظمتهم، وهذا هو السبب على الأرجح لتكاسل معظمهم عن تحديث الأنظمة حتى الثواني الأخيرة.
الجيد في الأمر أنه يمكن للإنترنت التعايش مع البروتوكولين في نفس الوقت، فمعظم الأنظمة تدعم ذلك. رغم وجود بعض الاختلافات الجوهرية بين البروتوكولين.
إذًا ماذا عني كمستخدم عادي للإنترنت؟، في الحقيقة كما أسلفنا لن تحتاج إلى القيام بأية خطوات إضافية لضمان استمرار اتصالك بالإنترنت، فقط إذا كنت تمتلك نظامًا قديمًا (كويندوز XP) أو جهازًا نقالاً مصنعًا قبل 2005 تقريبًا قد لا تتمكن من استخدام بروتوكول IPv6 إذا ما اعتمده مزود خدمة الإنترنت كبروتوكول وحيد وألغى IPv4. والحل الوحيد هو تحديث النظام أو البحث عن برامج تضيف دعم IPv6 له.
أما مزودي خدمات الإنترنت فإنهم سيواجهون الحقيقة التي تقول بإنهم لن يمكنهم استقبال المزيد من المشتركين إذا لم يحدثوا أنظمتهم، وهذا هو الأمر الذي سيرغمهم بالتأكيد على تحديثها إذا أرادوا استقطاب المزيد من العملاء!.
=========
أحدث التحذيرات -والتي أطلقها أحد مزودي خدمات الإنترنت في الولايات المتحدة- تقدر أن عناوين الإنترنت ستنفذ في الساعة الرابعة صباحًا من يوم 2 فبراير المقبل، هذا يعني أنه لم يبق أمامنا إلا أقل من 9 أيام فقط على الموعد المحدد لانتهاء العناوين، لكن ما الذي سيحدث حينها؟.
في الحقيقة لن يحدث شئ!، نعم تمامًا لن يحدث شئ غير اعتيادي بالنسبة للولوج إلى الإنترنت عند المستخدم العادي. لفهم الموضوع بصورة أكثر عمقًا نحتاج إلى أن نلم ببعض التفاصيل عن الأمر، بداية يجب أن نعلم أن مصطلح IP الذي هو اختصار لكلمتي Internet Protocol، وهو رقم فريد لأي جهاز موصل بالإنترنت حول العالم، بمعنى أنه لا يمكن وجود جهازين متصلين بالإنترنت في وقت واحد يحملان نفس رقم الـ IP (مع أن هذه القاعدة يمكن كسرها في بعض الحالات). وعندما نقول “أي جهاز” فإننا لا نعني أجهزة الكمبيوتر العادية فقط، بل إنها تشمل أي جهاز يقوم بالاتصال بالإنترنت بصورة مباشرة، مثل أجهزة الهواتف النقالة وبعض أنواع الطابعات والكاميرات وأجهزة التخزين وغيرها.
المشكلة التي سببت هذه الأزمة أن مصممي بروتوكول الإنترنت الذي نستخدمه وهو بروتوكول IPv4 لم يتوقعوا أن يبلغ عدد الأجهزة الموصلة بالإنترنت هذا العدد المهول الموجود الآن، فصمموه بحيث لا يمكن تواجد أكثر من 4 مليارات جهاز موصلة في نفس الوقت. وهو الرقم الذي نشارف على تخطيه في الأيام الحالية.
الحل المقترح كان في البروتوكول الأحدث IPv6 الذي يسمح بتوصيل عدد كبير جدًا من الأجهزة يبلغ 340,282,366,920,938,463,463,374,607,431,768,211,456 جهازًا في نفس الوقت (يمكنك الاستعاضة عن الرقم بلفظة لزليون فقط!). فما الذي يمنع العالم من التحول للبروتوكل الجديد؟، في الحقيقة لا يوجد ما يمنع ذلك، فمعظم الأجهزة الحالية وأنظمة التشغيل الحديثة تتضمن دعمًا لبروتوكول IPv6 (إذا أمكننا اعتبار ويندوز XP نظامًا عتيقًا!)، وتلك التي لا تدعمه يمكن إضافة دعمه عن طريق إضافات برمجية بسيطة. المشكلة أن التحول إلى البروتوكل الجديد سيحتاج إلى قليل من النفقات الإضافية من قبل مزودي خدمات الإنترنت لتحديث أنظمتهم، وهذا هو السبب على الأرجح لتكاسل معظمهم عن تحديث الأنظمة حتى الثواني الأخيرة.
الجيد في الأمر أنه يمكن للإنترنت التعايش مع البروتوكولين في نفس الوقت، فمعظم الأنظمة تدعم ذلك. رغم وجود بعض الاختلافات الجوهرية بين البروتوكولين.
إذًا ماذا عني كمستخدم عادي للإنترنت؟، في الحقيقة كما أسلفنا لن تحتاج إلى القيام بأية خطوات إضافية لضمان استمرار اتصالك بالإنترنت، فقط إذا كنت تمتلك نظامًا قديمًا (كويندوز XP) أو جهازًا نقالاً مصنعًا قبل 2005 تقريبًا قد لا تتمكن من استخدام بروتوكول IPv6 إذا ما اعتمده مزود خدمة الإنترنت كبروتوكول وحيد وألغى IPv4. والحل الوحيد هو تحديث النظام أو البحث عن برامج تضيف دعم IPv6 له.
أما مزودي خدمات الإنترنت فإنهم سيواجهون الحقيقة التي تقول بإنهم لن يمكنهم استقبال المزيد من المشتركين إذا لم يحدثوا أنظمتهم، وهذا هو الأمر الذي سيرغمهم بالتأكيد على تحديثها إذا أرادوا استقطاب المزيد من العملاء!.
=========