المذكرة: رقـــم:
16. المــدة: 04 ســــــــــــا



الأستاذ: عطار احمد.
التاريخ:
03 / 05 /2008.



الحصة: درس نظري.
الشعب:
02 آ وفلسفة.



الإشكالية السادسة:
الحياة بين التنافر والتجاذب
(العلاقات بين الناس) المراجع:



المشكلة الرابعــــة: العولمة والتنوع الثقافي - كتاب إشكاليات فلسفية أو كتاب نصوص.


التقويـم: شفوي،
كتابي، مرحلي، ختامي، ذاتي. - معاجم
فلسفية وتراجم الفلاسفة.



الكفاءة المستهدفة: -
وثائق مكتوبة وصور ذات
صلة بموضوع الدرس.


الطرح ألتساؤلي لقضايا عالمية وتكييف المعرفة مع هذه المستحدثات.




الكفاءة
الختامية


الكفاءات الحورية والخاصة.




الـجــانـب
المنهجي




الــــمضــــــاميـــــــــــــن الــمـعــرفـــــية




الكفاءة الختامية الثانية:






يسعى المتعلم إلى خوض تجارب
فعلية في طرح القضايا الفلسفية وفهمها ومن ثمة، الارتقاء إلى محاولة حلها.






















































































































































































































































النتيجة:


التي يتعين الوصول إليها، هي
أن لا أحد يدعي القبض على الحقيقة "المطلقة


مع العلم بأن السعي إلى ممارستها، لا يعدو أن
يكون مسالة شخصية


تستحق الاحترام


والإعجاب.






الكفاءة المحورية:




ثانيا: الوعي بما يجري في العالم من قضايا فكرية
وانشغالات جديدة.












25- تكييف المعرفة مع
المستحدثات










































- استثمار فعلي لخبرات فلسفية
عالمية.






































































25- تكييف المعرفة مع
المستحدثات




















25- تكييف المعرفة مع
المستحدثات




































الأسئلة
التشخيصية لبداية الدرس


وانتم تعيشون عصر العولمة ما السبيل للتعامل معها ؟


المجال ألتساؤلي للإشكالية السادسة:


بحكم عيش الناش سويا هناك تنافر وتجاذب قد تطغى عليه
مظاهر العنف وتضطرب الحرية فكيف إذن يطمح الناس إلى العيش في ظل عولمة يعود فيها
الشتات إلى شملة ؟



المجال ألتساؤلي للمشكلة الرابعة:


كيف يمكننا تصور بقاء
الأمم بثقافتها، واثبات الذات، أمام تحديات العولمة التي تقرر مرجعيات المستقبل
؟




وضعية مشكلة:


.






المكتسبات القبلية
المفترضة:

- القدرة على التمييز بين متقابلين.


- كفاءات معرفية متعلقة بالمعارف
العلمية السابقة.


- التمكن من الكفاءات الفلسفية المكتسبة من دراسة المشكلات الفلسفية
المقررة السابقة.






مقدمة طرح المشكلة: أمام انتقال الإنسان إلى مرحلة
حاسمة في تاريخه أفرزتها جملة من الظروف الاقتصادية والعلمية، كيف يمكننا تصور بقاء الأمم بثقافتها المتنوعة
واثبات الذات أمام تحديات العولمة التي تقرر مرجعيات المستقبل ؟


لماذا العولمة


مقدمة: طرح المشكلة.

*1- لماذا العولمة؟.

أولا: تعريف.

1-
المترادفات

ليس
من السهل تعريف مفهوم العولمة، فمن المترادفات التي تتناولها المقالات والخطب:
الدوللة والشوملة والكونانية والعالمية وهي مفاهيم يكثر استعمالها في مجالات
التجارة والمالية.

وأما
العولمة فتتخطى عتبة منطق المنشآت وهذا من أجل نزوعها نحو الانتشار الأفقي
والعمودي لقدرتها على الإنتاج من أجل خطة أكثر صرامة في غزو منهجي للسوق
العالمية مع الاعتماد على قوى إيمانها الذاتية أكثر منها على قوى دول ساعدت على حمايتها في في مرحلة الدوللة.

وأما
الشوملة فهي المرحلة القصوى أو شبه القصوى التي تسعى إلى بلوغها العولمة والتي
يسميها الفلاسفة في إطار القيم الإنسانية بالشمولية المتعالية.

ومن
هنا يمكن التمييز بين العولمة كظاهرة انتشار هي في الحقيقة مفيدة والشوملة كجهاز
قيادي للعالم من طرف مصالح اقتصادية قوية عابرة للأمم وفوق الدول وهكذا يمكن
القول: إننا سائرون في العولمة إلى الشوملة.

2- في
اللغة العربية

وفي
اللغة العربية نشير إلى أن أصل العولمة القريب هو من عالم جمعه عوالم
وعالمون وعلالم ومعناه كل مخلوق ولقد
جمعه القرآن الكريم في لفظ "العالمين" وقصد به حسب المفسرين وخاصة
منهم الزمخشري والفخر الرازي كل موجود سوى الله تعالى وبهذا فان العالمين تشمل
كل جسم مما سوى الله والعولمة كلمة عربية مهذبة يعفها مجمع اللغة العربية ولا تشذ
عن قواعد اللسان العربي الحديث وتقابلها في اللغة الفرنسية كلمة(Mondialisation) وهي بمثابة اسم الفعل لــ(Mondialiser) أي(Monde
+ ialiser) .

3- في
الإصلاح

وفي
الإصلاح الشائع لدى رجال الأعمال والسياسيين وبعض المفكرين، أن العولمة تمثل
ظاهرة أكثر اتساعا حيث تفتح الحدود وتنموا الاتصالات والتكنولوجيات الجديدة
وينتقل الأشخاص والأفكار وتتلاقح الثقافات فيما بينها ولكن يبقى السبق مفتوحا
بينهما بحيث يمكن أن يكون أحدهما أشمل من الآخر على حد سواء.

ثانيا:
مدخل على العولمة

1- اقتصاد القرية الكونية

بعد أن عرف القرن الماضي –وبالتحديد إلى غاية 1990 –
مجابهة إيديولوجيتين سائدتين : الليبرالية والشيوعية وبعد أن شهد العالم انهيار
إيديولوجيا الثانية.

هذا وان التغيير العجيب الذي عرفته العلاقات الإنسانية
والذي أنشأه في أواخر القرن الماضي التطور المثير للتقنيات الجديدة للإعلام
والاتصال (NTIC) قد شكل بعمق سلوك الإنسان بفرضه
على هؤلاء وأولئك مقاييس يصعب لا بل يستحيل جهلها على الدوام ومهما بدا الأمر
مذهلا فان هاته التقنيات والتكنولوجيات تفرض نفسها بحكم فائدتها ووفرتها على
الجماهير الأكثر عزلة وتهميشا وتأخرا وبفضل شبكات الأقمار الصناعية وإمكانات
الانترنت سيتوفر.

ان العالم اليوم يتشكل في اقتصاد على نمط اقتصاد
القرية الكونية وما دامت التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال قلصت المسافات
والزمان والشفافية أصبحت بقوة الأشياء أكثر راحة في ممارستها ومراقبتها مما كانت
عليه قبل اليوم.

2- مراحل نظم العالمي الجديد: العولمة

ويؤرخ بعضهم للعولمة وتطلعاتها في المراحل الست
الآتية:

أ- فلقد
ظهرت العولمة الأولى ضمن المركانتيلية ( Mercantilisme ) أي ضمن الحركة التجاراتية ( 1498 – 1763 ).

ب- وظهرت
الثانية تحت دفع التوسع الرأسمالي بين (1763 – 1883).

ج-
والثالثة حملتها الحركة المتعدية للأمم بين ( 1883 – 1980 ).

د-
والرابعة وهي التي أخذت تعرف بشوملة العولمة انطلاقا من (1980– 1988).

ه- وفي
الخامسة أي في أوروبا وبدافع من التاتشرية في بداية الثمانينات ثم بحماس من طرف
مختلف حكومات القارة تحولت إلى سياسة الفرنك القوي وحرية تنقل رؤوس الأموال
المقرر في 1988 لتصل إلى تتويجها في معاهدة ماسطريش ( Maastrish ) سنة 1992.

* 2- ما هي فلسفة العولمة ؟.

أولا:
إنها إيديولوجيا

فالإيديولوجيا اصطلاحا هي علم الأفكار أما ريمون أرون ( R. Arron ) فيرى أن طبيعتها واحدة تتمثل في
كل ما هو فكري بغض النظر عن كونها الانعكاس الطبيعي للواقع أو أنها العنصر
المجسد له بالرجوع إلى مصدريهما فالإيديولوجيا قد يكون مصدرها عرقيا وقد يكون
دينيا وقد يكون لغويا وقد يكون اقتصاديا.

1- سقوط جدار برلين والتفكير الأحادي

لقد انتصرت الليبرالية في أواخر القرن الماضي
وبالتحديد منذ سقوط جدار برلين.

وبسقوط هذا الجدار الذي يرمز إلى فشل الشيوعية التي
تدين بالتخطيط خلا الجو للتفكير الأحادي لصنع القرار في بناء المشاريع وهو يصنعه
آخذا مرجعيته من تيار فكري ينشد إقامة سوق عالمية كبيرة ومفتوحة ومتحررة.

2- مجتمع متجانس

واكبر مشروع يناسب الليبرالية الجديدة هو بناء مجتمع
متجانس هو مجتمع يهدف إلى توحيد الأمم لأنه يتوق إلى العالمية .

ثانيا:
سوقها العالمية.

1- مقاييس العولمة

تقوم العولمة على السوق العالمية نفسها وتفقد مبرر
وجودها خارج هذا السوق لأنها مصدر كل رفاهية وسعادة، والحرية المطلقة في مرور
رؤوس الأموال تكون بمثابة المحرك الأساسي للحصول على هذه النتيجة وهكذا يمكن
القول بان الاقتصاد المفتوح معناه مجتمع مفتوح.

2- الهدم مصدر للحركة والإبداع:

ثالثا:
أهدافها ووسائلها.

1- تحقيق الثراء وتحسين مصير الفقراء

2- تعميم وسائل الاتصال وشمولية الاستقلال الفعلي

ان الفرد اليوم جزء من منظومة عالمية للاتصال
والمواصلات تجعله في ارتباط - وفي وقت حقيقي – مع مراسله الموجود في أية نقطة في
العالم فبفضل شبكات الأقمار الصناعية .

3- قيام مجتمع عالمي

تحلم بقيام مجتمع عالمي هو القرية الكونية أو "
القرية الشاملة " حيث تلغى كل الحدود وكل تمييز وطنيا كان أو قوميا أو
دينيا فتبقى الشفافية والذوبان الفضليتين الوحيدتين اللتين يتميز بهما الإنسان
المعولم .

رابعا: أقطابها الفاعلون

وهم رجال أعمال الاقتصاد الأمريكي ونخبة من البنكيين
وخاصة أولئك الذين ينتمون إلى الدول الخمس العظمى من مصرفيين وأرباب شركات
عالمية و يتصور دافيد روكفيلير أحد رؤساء هذا المقعر السري للعمالقة – إن العالم
يكون في حالة جيدة لو كان محكوما من طرف جماعة نخبوية " تتألف من
بنكين" وفي سياق الرد على من يعارضون منطق السوق العالمية وخاصة منهم
الحماياتية ومتظاهري جينس .

وأصبح واضحا أن الحكم السياسي لدى القطب العملاق وهو
الولايات المتحدة يقوموا على حكومتين: إحداهما دائمة والثانية مؤقتة.

1- تتألف
الحكومة الدائمة – وهي التي تحكم البلاد في الحقيقة – من:

أ- اكبر الشركات الأمريكية

ب- واكبر مكاتب محامي واشنطن التي تنفذ العمل القضائي
لصالحها

ج- واكبر المحلات ذات العلاقات العمومية بواشنطن تشتغل
باشهاراتها وعلاقاتها العمومية

د- الوضيف العمومي إلا على المدني والعسكري

*3- وما مخاطرها؟

أولا:
الرد على منطقها

وذلك في خمس نقاط:

1-
ان الايديولوجيا مادية مؤسسة على اقتصاد السوق العالمية .

2- إن حرية التبادل كما يريدها عمالقة
السوق لا يجني منها الفقراء إلا الشقاء

ثانيا: من أكاذيب العولمة لدى كليمانطا

يعرض هارالد كليمانطا في كتابه " أكاذيب العولمة
العشر " مخاطر العولمة أهمها: " إن العولمة تنفلت من المراقبة فهي لم
تسقط من السماء كقضاء محتوم أنها مقصودة وتتحكم فيها قيادة المنظمات الدولية
كصندوق النقد الدولي (F.M.I) والمنظمة العالمية للتجارة (OMC): خليفة كاط (GATT) " ويقول عن الأكذوبة العاشرة: " أن العولمة تجلب
التنوع في جميع أنحاء العالم " في حين ان هناك تناقصا في أنواع التفاح وان
كل الأفلام تقريبا هي أمريكية وان الليبرالية الجديدة تعرض على أنها
الاختيار السياسي الوحيد.

ثالثا:
موقف الحركة الحماياتية

وأمام هذه الايديولوجيا تجند ناشطو حركة احتجاجية باسم
الحقوق الاجتماعية من سيطلي الى جين مرورا بنيس وكطيبوغ من اجل التنديد بوحشية
العولمة الليبرالية أن هناك – ضمن المنظمات الدولية الكبرى – منظمة وحيدة تتولى
الدفاع عن حقوق العمال هي المنظمة الدولية للعمل (OIT).

1-
أن العولمة الرأسمالية ما فوق الليبرالية لا تحمي الشغل بل تحاربه: فالنمو
الاقتصادي في إطار العولمة يؤدي إلى تخفيض عدد مناصب الشغل.

رابعا:
موقف الحوار الحضاري والقوميات الوطنية

1- العولمة
نوعان: حسنة وسيئة الأولى إنسانية لأنها تقوم على عالمية الأمة للشمل
والثانية سيئة ومتوحشة لأنها تقوم على الغريزة وحب الاستعلاء.

2- التبعية:
إن العولمة المتوحشة – وهذا النوع الذي يطغى عليها أكثر – ترهن الأمة وتدوس حقوق
أهلها العالمية وتقذف بها إلى التبعية والاستعمار .

يقول الفيلسوف الفرنسي غارودي: " والتيار المهيمن
في صفوف الاقتصاديين الرسميين والسياسيين هو الدفاع عن الليبرالية بدون حدود
والداعي إلى اختفاء الدولة أمام السلطة المطلقة للسوق وحتى لا يبقى أي عائق أمام
الاحتلال الاقتصادي ".


3- الثقافة
والتدمير الأخلاقي: ان التلفاز والانترنت تغير اخلاق البشر في العالم.

خامسا: رأي الهيجليين

وباختصار إن العولمة في شكلها المتوحش هي مجال مفتوح
لسيطرة النموذج الرأسمالي على العالم بعد انتهاء الشيوعية فتذوب في طي ظله
الحدود الجغرافية ما دامت الشركات المتعددة الجنسيات تخترق حدة الدول وتتضعضع
الدول وخاصة منها الضعيفة للتدخل المباشر في شؤونها وتطمس الهوية وتندثر
الخصوصيات الثقافية وكل هذا ينذر بنهاية الوازع لديني والأخلاقي ومن ثمة نهاية
ما في الإنسان من الإنسان .

*4- وكيف يمكن في مجال التنوع
الثقافي إدراك عولمة بين لتناقض والتهذيب؟

أولا: بين الخاص والعام:

1- تجاوز المتناقضات ورفع معنى التجانس

أ- كل ما هو محلوق – الحي منه والجامد- يخضع لقوانين
التطور ففي مجال الكونيات يعتقد الأخصائيون بان الكون ذاته يتقلص لينطوي على
نفسه بعد فترة من الانتشار .

ب- إن نظرة واحدة تكفي لكي يتبين للمرء أن كل ما ينتجه
من عادات وتقاليد وقيم أخلاقية وفن وما يمارسه من ديانة وفلسفة إما ينتمي كله
إلى روح واحدة تضمه وتخلع عليه الوحدة وتمنحه ماهر كلي فيه وقد يقع نكوص العالمية
بسبب عدم التجاوب بين النسبي والمطلق

ج- لقد كانت الحضارات السابقة لحضارة العولمة هاته
حضارات متعددة الأبعاد ولكن الحضارة الحالية تتقدم كحضارة أو ثقافة ذات بعد واحد
بل الإنسان الذي يشارك في بنائها ويعيش في ظلها احذ يتحول هو الآخر إلى إنسان ذي
بعد واحد.

2- كانط والعالمية الثابتة

أ- يقف كانط ضد انصهار الدولة وذوبانها إن للدولة
شرعيتها الشعبية وليس لأحد الحق اختراق قدسيتها وهو يدرك الجدلية بين ما هو
عالمي وما هو خصوصي ويفضل التعدد على الاختلاط لو خير بينهما.

ب- وفي مجال تطبيق فلسفته النقدية على المستوى الدولي
يقف كانط بوضوح في " مشروعه للسلم الدائم " ضد ذوبان " الدول-
الأمم " في مجموعات فوق – أممية لان الدولة جذع له جذوره الخاصة به وجذوره
ينظمها العقد الاجتماعي المؤسس لشرعية الدولة ولهذا فان " إدماج دولة في
دولة أخرى كمجرد تطعيم معناه اختزالها من شخصيتها المعنوية إلى حالة شيء .

د- إن الفضل الأكبر في اقتراحات كانط هو إنها تسمح
بالتفكير عمليا في هذه الجدلية " بين العالمي والخصوصي فالعالمي يبدو مثالا
– هو في آن واحد – ساحر وغير مرغوب فيه.

هـ- ولهذا فالكونانية (المدنية) الكانطية تفترض تعددية
الدول الحرة لا اختلاطها الخرافي والدول لا يمكنها أن تكون حرة حقيقة إلا متى
ارتبطت باتحادية ا علاقة لها بالتفوق على الدول ارتباطا لا يفقد الحرية لكل دولة
.

ثانيا:
الأمة والعولمة

1- العولمة أمر واقع

يمكن هنا تسجيل ثلاث ملاحظات:

أ- لابد من
الاعتراف بان العالم يسيء اتجاه العولمة حتى وان كان البعض غير مقتنع بأنها توشك
أن تكون حقيقة واقعة

ب- إن الصراع
بين أكال الحياة المختلفة – سواء داخل ثقافة بعينيها أو داخل البنية الثقافية
للعالم بأسره – أمر لا مفر من مواجهته سواء كانت هذه المواجهة ستتخذ شكل دعوة
الى حوار الحضارات عند المتفائلين أو شكل دعوة إلى صراع الحضارات عند
المتشائمين.

ج- وأخيرا
يبقى على كثير من الأمم أن تعيد النظر في مسلماتها الثقافية والتربوية
والأخلاقية انطلاقا من الحقائق الراهنة للعالم لا بقصد التكيف معها فحسب.

2- ضرورة المشاركة فيها

وعليه فلا معنى لأمة من الأمم أرادت أن تبقى خارج
التاريخ لان استمرارها موقوف على الطاقة الداخلية أو الباطنية التي يتمتع بها
أهلها في دفع المستوى الحضاري إلى درجة أعلى وأعمق للتقرب من بلوغ العالمية
المطلقة.

3- أولوية المحدود على اللامحدود

ولنا هنا أن نسأل ألا يمكن اعتبار المدينة والوطن أساس
أي وحدة عالمية؟

أ- لقد أشار
أرسطو إلى انه لبناء صرح بشري لوسع لابد من ألا انطلاق من المدينة كفضاء محدد
وكما أن الفرد يتشكل كشخصية مستقلة في قدرتها على وعي التمييز بين ما هو ذات وما
هو غير ذلك فكذلك الفضاء السياسي حث يؤكد الأفراد حريتهم لا يمكن أن يبنى إلا
لذا تعينت حدوده.

" عندما أقام أرسطو ولأول مرة قواعد الفلسفة
السياسية صنعها بتعيين المدينة كفضاء حيث يمكن نشر الحرية مع العلم بأن المدينة
تعريفا هي فضاء محدد ". وحتى الوطن المدستر فان له حدود وهو جامع مفرق.

ب- وفي هذا الإطار يرى روسو انه يجب الانطلاق من محبة
الوطن أي من رقعة ترابي محدودة وذلك لان محبة القانون المؤسسة عن دراية يجب ان
تفوز بدعم عاطفي فالعقد الاجتماعي يجد بهذا جذوره لا داخل اجتماع مجرد من
الافراد ولكن داخل خصوصية الشعب ولهذا تعتمد محبة الفانون على محبة الوطن .

ج- وفي كتابها
" أصول الحكم الكلياني " (1951) تسجل حانه أراندات ان الحكم الكلياني
لم يلتمس الالتزام السياسي من المواطنين انه يعتمد تحديدا على تفتيت المجتمع
وعلى الطمث التدريجي لـ " الحس العام " (او الوعي بالحياة مع الآخرين
وفي فضاء مشترك). يمكن القول في هذا المعنى بلن الكليانية هي اللاسياسي. ترى
أراند عهد عالم من غير هيمنة ولا عنف على الإنسان أصلا يكون قد تمكن من إبعاد
أشباح الكليانية والبربرية.

ثالثا:
عالمية الإسلام

1- التصنيف المجحف

2- الاستخلاف في الأرض تاج المسؤولية
ومصدر الفضائل

لقد ساهم الإسلام كدين جامع للناس وما يزال يساهم
بنشدانه لهذا المبتغى: انه يبارك في الخير ويدعو إليه وينبذ الشر ويندد به وينهى
عنه وفي قوله تعالى: " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم
والعدوان " دعوة إلى السعي الخير العالمي.

3- غارود وعالمية الاسلام

ولا يفوتنا ونحن نتحدث عن عالمية الانسان ان نشير الى
ان الفيلسوف الفرنسي المعاصر روجي غارودي (1913) فيلسوف الحوار اكتشف من خلال
العالم ثقافات إنسانية عريقة تقوم كل واحدة منها على قيم سامية وسجل اعترافا بما
أبدعته عبقرية الإنسان عبر الحضارات من انتاجات ثقافية وبما جاد به المسلمون على
وجه الخصوص من إضافات أثروا بها التراث العالمي.

خاتمة:
حل المشكلة.

ان الوقوف على ما خلص إليه بعض أهل الفكر والفلسفة من
قواعد وحكم أمثال الأرسطيين والتطوريين وغيرهم كثير ليساعدنا على فهم مهمتنا في
الحياة ورسالتنا التي نحملها ومن ذلك وانطلاقا مثلا من انه " لا علم إلا
بالكليات " و" لا بقاء إلا للأصلح يجب القول بان ثقافة امة لا تفوز
بشروط استمرارها إلا إذا تهيأ لها على الأقل أمر أن:

الأمر الأول: أن الإنسان في أي مكان أو زمان يجد نفسه
معنيا فيتجاوب معها قليلا أو كثيرا ولهذا فان اية ثقافة مهما كانت قوتها لا تنمو
ولا تستمر في نموها أن بالتفاعل المثري مع محيطها الحضاري وعصرها الذي تنتمي
إليه.

الأمر الثاني: الأمة إذا لم تكن قادرة على الإبداع
والابتكار أي على إضافة الجديد إلى حياة العالم فإنها تتحول بذلك إلى جسم مستهلك
ليس فقط بما هو مادي وإنما أيضا لكل ما هو فكري وروحي وتكون من ثم عرضة للتآكل
والاندثار.

***


وكمخرج من إشكاليتنا أن الإنسان مصدر البناء والهدم
يستطيع أن يصنع من نفسه كائنا هادما للشر لا بانيا للمكائد ويستطيع أن يصنع من
نفسه بانيا للقيم لا هادما للخير وبالإمكان استثمار السلوك العدواني في مجالات
تساعده على تهذيبه وتكييفه ولكن إذا قلنا بان الانسان هو واحد في العالم يخاطب
الناس جميعا من خلال انتاجاته وابتكاراته لأنه يشبههم ولأنه عنصر ضمن مجموعتهم
فانه من جهة أخرى كائن وحيد لا يشبه احد لأنه يحمل خصوصيات ثقافية وقراراته
الإرادية لا يعلمها احد من البشر فهو مصدر الحرية وكائن يتمرد على حتمية الأجيال
فإذا كانت الحركة انجذابا كانت مدر كل خير ولكنها إذا كان تنافرا فلا يرتجى منها
الا المأساة والخراب فمتى يكون هذا لا ذاك؟ وهل هذه الحركة المزدوجة قضاء
محتوم؟.


أسئلة تقويمية: